حركة الشباب الديمقراطي في سوريا : صوت الجيل الذي لم يرضَ بالصمت
في قلب التاريخ الكوردي المليء بالثورات والتضحيات ، برزت حركة الشباب الديمقراطي في سوريا كإحدى أكثر المحطات إشعاعًا في مسيرة النضال السياسي والاجتماعي. هذه الحركة لم تولد صدفة، بل جاءت كنتاج طبيعي لتراكم الوعي القومي ، ورغبة جيل كامل في كسر جدار الصمت الذي فُرض على الكورد لعقود طويلة.
تأسست الحركة في مرحلة كانت فيها القضية الكوردية في سوريا محاصرة بين التهميش السياسي والحرمان الثقافي، فجاء شبابها ليقولوا إن الهوية لا تموت، وإن الوعي لا يمكن أن يُسجن. لم تكن الحركة مجرد إطار تنظيمي، بل كانت روحًا جماعية ألهبت الشارع الكوردي، وأعادت الأمل إلى نفوس جيل كان يرفض أن يعيش غريبًا في أرضه.
تميزت حركة الشباب الديمقراطي بكونها جسرًا بين الماضي والحاضر؛ فهي حملت مبادئ الثوار الأوائل، لكنها صاغتها بروح شبابية متجددة، تجمع بين الإيمان بالحقوق القومية للكورد، والانفتاح على القيم الديمقراطية والتعايش. وبذلك، لم تكن حركتهم انعزالًا، بل دعوة صادقة لبناء سوريا تعددية تحترم جميع مكوناتها.
أهمية هذه الحركة لا تكمن فقط في بياناتها أو نشاطاتها، بل في قدرتها على خلق وعي جمعي بين الشباب الكوردي، وفتح أبواب النقاش حول قضايا كانت تعتبر محرّمة لعقود. لقد علّمتنا أن القومية الحقة لا تعني التعصب، بل الدفاع عن العدالة والكرامة، وأن الديمقراطية ليست شعارًا، بل ممارسة يومية تبدأ من أصغر تفاصيل الحياة.
اليوم، حين ننظر إلى مسيرة حركة الشباب الديمقراطي في سوريا، ندرك أنها لم تكن حدثًا عابرًا، بل مرحلة فارقة في التاريخ الكردي الحديث، رسمت ملامح جيل جديد لا يخشى أن يقول كلمته، ويؤمن أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بالوعي، والإصرار، والعمل الجماعي.
بقلم : هيلين هسام .